الثلاثاء، 5 يناير 2021

آجر أو صابون؟

حكى أبو محمَّد عبد الله بن علي بن خشَّاب النحوي أن رجلًا اشترى من عطار قطعة صابون، ومضى إلى النهر لغسل ثيابه، فلما وصل أخرجها فإذا هي قطعة آجر، فصعب الأمر عليه، وقال: هذا يبيع الناس آجرًّا أو صابونًا؟! فمضى إليه ليردها، فلما وصل قال: ويحك، أتبيع الناس آجرًّا أو صابونًا؟ قال: كيف أبيع آجرًّا؟ فأخرجها من كمه فإذا هي قطعة صابون، فاستحى ورجع إلى النهر، فأخرجها فإذا هي آجر، فعاد إليه وَوَبَّخَه، وأخرجها فإذا هي قطعة صابون. فعاد مرةً أخرى كذلك حتى ضجر، فقال له العطار: لا يضيقن صدرك، فإن لنا ولدًا قد أخرجناه على الاحتيال فاعتاده، وإنك كلما مضيت فعل هذا، فإذا رآك قد عُدت لردها أعادها في كُمِّكَ، وأنت لا تعلم.


الجمعة، 29 مايو 2020

اللصوص والحلوى

قال عبد الواحد بن نصر المخزومي؛ قال: أخبرني من أثق به أنه خرج في طريق الشام مسافرًا، يمشي وعليه مرقعة، وهو في جماعة نحو الثلاثين رجلًا كلهم على هذه الصفة، فصحبنا في بعض الطريق رجل مسن حسن الهيئة، معه حمار فَارِه يركبه، ومعه بغلان عليهما رحل وقماش ومتاع فاخر، فقلنا له: يا هذا، إنك لا تفكر في خروج اللصوص علينا، فإنه لا شيء معنا يؤخذ، وأنت لا تصلح لك صحبتنا مع ما معك. فقال: يكفينا الله. ثم سار ولم يقبل منا، وكان إذا نزل استدعى أكثرنا فأطعمه وسقاه، وإذا عيَّ الواحد منا أركبه على أحد بغليه. وكانت جماعة تخدمه وتكرمه، ونتدبر برأيه، إلى أن بلغنا موضعًا، فخرج علينا نحو ثلاثين فارسًا من اللصوص فتفرقنا عليهم ومانعناهم. فقال الرجل: لا تفعلوا. فتركناهم، ونزل فجلس وبين يديه سفرته ففرشها، وجلس يأكل، وأظلتنا الخيل، فلما رأوا الطعام دعاهم إليه، فجلسوا يأكلون، ثم حلَّ رحله، وأخرج منه حلوى كثيرة، فتركها بين أيدي اللصوص، فلما أكلوا وشبعوا جمدت أيديهم وخدرت أرجلهم ولم يتحركوا، فقال لنا: إن الحلوى مبنَّجة، أعددتها لمثل هذا، وقد تمكنا منهم وتمت الحيلة، ولكن لا يُفك البنج إلا أن تصفعوهم فافعلوا، فإنهم لا يقدرون لكم على ضرر حتى نسير. ففعلوا فما قدروا على الامتناع، فعلمنا صدق قوله، وأخذنا أسلحتهم، وركبنا دوابهم، وسرنا حواليه في موكب ورماحهم على أكتافنا وسلاحهم علينا، فما نجتاز بقوم إلا يظنونا من أهل البادية، فيطلبون النجاء منا حتى بلغنا مأمننا.

الجمعة، 8 نوفمبر 2019

ذات الخمار الأسود

عندما كسدت بضاعة من الخمر السود لدى تاجر من العراق قالوا له اذهب ألى مسكين الدرامي العابد المشهور له يجد لك حلا.
قال الدرامي أبياتا ساهمت في حل مشكلة الدرامي
واسهمت في بيع الخمر(جمع خمار).
عندما سمعت سيدات المدينة بالقصيدة أسرعن بشراء الخمار الأسود من التاجر.
والأبيات هي
قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ       ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ      حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ        لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ

الأربعاء، 6 نوفمبر 2019

الحروب الأهلية الأسبانية

جرت الحرب الأهلية الأسبانية بين اليمين بقيادة الجنرال فرانكو واليسار المكون عدة تنظيمات اشتراكية وشيوعية.
دانت الغلبة لليمين بقيادة فرانكو وحكم الطاغية حتى مات.
في النهاية مات الطاغية وعادت اسبانيا للحكم الديمقراطي.
في الانتحابات التالية فاز الحزب الاشتراكي خصم فرانكو في الحرب الأهلية.
حاول بعض جنرلات الجيش الاستيلاء على الحكم لكنهم جوبهوا برفض الملك الحازم مما أدى اإلى فشل الأنقلاب
الذين حاربهم فرانكو أعادهم الشعب في انتحابات ديمقراطية.
ما كل ما يلمع ذهبا
والأيام دول

الأحد، 3 نوفمبر 2019

قصة القهوة


عندما اكتشفت القهوة وانتشرت حول العالم في القرن السادس عشر تباينت الأراء الفقهية حولها 
فمنهم من حرمها ومنهم من أباحها.
تم منع القهوة في مكة عام 1511 وتم إغلاق المقاهي فيها وجلد من يتعاطاها ويصنعها.
في عام 1537 في مصر أصدر شيخ الأهر فتوى بتحريمهما بحجة أنها مسكرة مما أدى إلى قيام طلبة الأزهر بحملة على المقاهي وتكسيرها وإغلاقها.
قام أصحاب المقاهي بشكوى إلى الحاكم الذي أمر القاضي بتبيان الأمر والبت فيه.
قام القاضي بدراسة حالة للعديد من الأفراد واختبارهم بعد شربهم القهوة وعزلهم ثم فحص مدى تأقير القهوة عليهم
وبعد الفحوصات تبين للقاضي أن القهوة ليست مسكرة ولاتذهب العقل كما أفتى شيخ الأزهر الأمر الذي أدى إلى اباحاتها.
يحرم السنوسيون في زواياهم شرب القهوة.
وتحرم طائفة المورمون المسيحية أيضا شرب القهوة على منتسبيها.

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

معن بن زائدة و العبد الأسود

قال مروان بن أبي حفصة: أخبرني معن بن زائدة أن الخليفة أبو جعفر ألح في طلبه وأنه جعل لمن يحمله اليه مبلغا من المال فاضطررت لشدة الإلحاح بالطلب أن تعرضت للشمس حتى لوحت وجهي فلبست جبة صوف وركبت جملا وخرجت متوجها إلى البادية لأقيم بها فلما خرجت من باب حرب وهو أحد أبواب بغداد تبعني عبد أسود متقلد بسيفه فقبض على خطام الجمل فأناخه وقبض على يدي.فقلت له : مابك ؟فقال أنت مطلوب لأمير المؤمنين فقلت :ومن أنا حتى أطلب؟ فقال :أنت معن بن زائدة :فقلت له :ياهذا اتق الله أين أنا من معن فقال :دع هذا فوالله إني لأعرف بك منك فلما رأيت منه الجد في الحديث قلت هذا جوهر قد حملته ويساوي أضعاف ما وهبه المنصور لمن يجيئه بي فخذه ولاتكن سببا في سفك دمي فأخذه ونظر فيه وقال : صدقت في قيمته ولست قابله حتى أسألك عن امر فإن أصدقتني القول أطلقتك فقلت : تكلم قال :إن الناس قد وصفوك بالجود فأخبرني هل وهبت مالك كله ؟ قلت لا قال:فنصفه أو ثلثه قلت : لا حتى بلغ العشر فاستحيت وقلت : أظن أني فعلت هذا فأجاب : وماذاك بعظيم وأنا والله راجل ورزقي من أبي جعفر المنصور عشرين درهما كل شهر وهذا الجوهر قيمته ألوف الدنانير وقد وهبته لك ووهبتك لنفسك ولجودك المأثور بين الناس ولتعلم أن في هذه الدنيا من أجود منك فلا تعجبك نفسك ولتحقر بعد هذا كل جود فعلته ولاتتوقف عن مكرمة ثم رمى العقد وولى منصرفا فقلت :ياهذا والله لقد كشفت امري ولسفك دمي اهون علي مما فعلت فخذ مادفعته لك فإني غني عنه فضحك العبد وقال:أردت أن تكذبني في مقالي فوالله لن آخذه ولا آخذ لمعروف ثمنا أبدا ومضى لسبيله وبعدها طلبته بعد أن أمنت وبذلك لمن يجئ به ماشاء فما عرفت له خبرا وكأن الأرض ابتلعته.
من كتب الأدب

الثلاثاء، 21 مارس 2017

الوزير المهلبي...الفاقه ورد الجميل

كان الوزير المهلبي قبل أن يلي الوزارة لمعزّ الدولة البويهي فقيراً معدماً .ولكنه كان أديباً ,"والأديب لايضيع"
وخرج مرة في سفر مع بعض أصدقائه.
فاشتهى لحماً بدرهم فلم يقدر على شرائه .
فأنشد عند ذلك قوله:
ألاموتٌ يُبــــــاعُ فأشتريه .....فهذا العيش مالا خير فيه 
ألاموتٌ لذيــذ الطَّعم يأتي ........يُخلِّصني من العيش الكريه
إذا أبصرت قبراً من بعيدٍ ..........وددتُ لو أنني مما يليه
ألا رحم المهيمن نفس حرٍّ. ....تصدَّق بالوفاة على أخيه

فرقّ له رفيقه واشترى له لحماً بدرهم .
ثم تفرقا ومرَّت الأيَّام, فلا زالت به الأحوال حتى ولي الوزارة.
وضرب الزمان على رفيقه فافتقر.
وعلم بأنَّ الذي كان يتمنَّى الموت بسبب سوء المعيشة أصبح وزيراً!!!
فشدَّ رحله إليه,فلم يستطع الدخول عليه ,
فكتب بيتين في رقعة وسلَّمها للحاجب كي يُسَلِّمها للوزير والبيتان هما:
ألا قل للوزير فدته نفسي.... مقال مذكّرٍ ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لِضَنكِ عَيْشٍ..... ألا موتٌ يباع فأشتريه؟

فلما نظر فيها تذكَّره، وهزَّته أريحية الكرم، للحنين إليه، 
ورعاية حق الصُّحبة فيه، والجري على من قال:
إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا .....من كان يألفهم في المنزل الخشن
وأمر له في عاجل الحال بسبعمائة درهم، ووقَّع في رقعته "
"مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل
حبَّةٍ أنبتت سبع سنابل في كلِّ سنبلةٍ مائة حبَّة
والله يضاعف لمن يشاء "
ثم دعا به ، وخلع عليه وقلّده عملاً يرتفق به، ويرتزق منه.