الثلاثاء، 21 مارس 2017

الوزير المهلبي...الفاقه ورد الجميل

كان الوزير المهلبي قبل أن يلي الوزارة لمعزّ الدولة البويهي فقيراً معدماً .ولكنه كان أديباً ,"والأديب لايضيع"
وخرج مرة في سفر مع بعض أصدقائه.
فاشتهى لحماً بدرهم فلم يقدر على شرائه .
فأنشد عند ذلك قوله:
ألاموتٌ يُبــــــاعُ فأشتريه .....فهذا العيش مالا خير فيه 
ألاموتٌ لذيــذ الطَّعم يأتي ........يُخلِّصني من العيش الكريه
إذا أبصرت قبراً من بعيدٍ ..........وددتُ لو أنني مما يليه
ألا رحم المهيمن نفس حرٍّ. ....تصدَّق بالوفاة على أخيه

فرقّ له رفيقه واشترى له لحماً بدرهم .
ثم تفرقا ومرَّت الأيَّام, فلا زالت به الأحوال حتى ولي الوزارة.
وضرب الزمان على رفيقه فافتقر.
وعلم بأنَّ الذي كان يتمنَّى الموت بسبب سوء المعيشة أصبح وزيراً!!!
فشدَّ رحله إليه,فلم يستطع الدخول عليه ,
فكتب بيتين في رقعة وسلَّمها للحاجب كي يُسَلِّمها للوزير والبيتان هما:
ألا قل للوزير فدته نفسي.... مقال مذكّرٍ ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لِضَنكِ عَيْشٍ..... ألا موتٌ يباع فأشتريه؟

فلما نظر فيها تذكَّره، وهزَّته أريحية الكرم، للحنين إليه، 
ورعاية حق الصُّحبة فيه، والجري على من قال:
إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا .....من كان يألفهم في المنزل الخشن
وأمر له في عاجل الحال بسبعمائة درهم، ووقَّع في رقعته "
"مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل
حبَّةٍ أنبتت سبع سنابل في كلِّ سنبلةٍ مائة حبَّة
والله يضاعف لمن يشاء "
ثم دعا به ، وخلع عليه وقلّده عملاً يرتفق به، ويرتزق منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق