الثلاثاء، 19 مايو 2015

دريد بن الصمة والخنساء

روى أهل الأدب والتاريخ أن دريد بن الصمة خطب الخنساء إلى أبيها وكان قد رآها تهنأ بعيراً لها ، فقال :حَيُّوا تُماضرَ واربعوا صَحْبِيْ *** وقِفوا فإنَّ وقوفَكم حَسبيْ 
أَ خُناسُ قد هام الفؤاد بكم *** وأصابه تبلٌ مِنَ الْحُبِّ 
فقال له أبوها :
مرحبا بك أبا قرة انك للكريم لا يطعن في حسبه والسيد لا يرد عن حاجته والفحل لا يقرع أنفه ،  ولكن لهذه المرأة في نفسها ما ليس لغيرها وأنا ذاكرك لها وهي فاعلة ، ثم دخل إليها وقال لها:
يا خنساء أتاك فارس هوازن وسيد بني جشم "دريد بن الصمة" يخطبك وهو ممن تعلمين "ودريد يسمع قولهما" فقالت :
يا أبت أتراني تاركة بني عمي مثل عوالي الرماح وناكحة شيخ بني جشم هامة اليوم أو غد . ثم أنشأت تقول :يبادرني حميدة كل يوم *** فما يولي معاوية بن عمرو
لئن لم أوت من نفسي نصيبا *** لقد أودى الزمان إذا بصخر
اتخطبني هبلت على دريد *** وقد طردت سيد آل بدر معاذ الله ينكحني حبركي *** يقال أبوه من جشم بن بكر
يرى مجدا ومكرمة أتاها *** إذا عشّى الصديق جريم تمر ولو أمسيت في جشم هديا *** لقد أمسيت في دنس وفقر
فخرج إليه أبوها فقال:
يا أبا قرة قد امتنعت ولعله أن تجيب فيما بعد 
فقال دريد :قد سمعت قولكما . وانصرف غضبانأ ، ، 
وجرَّاء ذلك هجاها دريد قائلا : 


وقاكِ الله يا ابنة آل عمرو *** من الفتيان أمثالي ونفسي فلا تلدي ولا ينكحك مثلي *** إذا ما ليلة طرقت بنحس وتزعم أنني شيخ كبير *** وهل خبّرتها أني ابن أمس تريد شَرَنْبَثَ القدمين شثناً *** يقلع بالجديرة كل كرس

فقيل للخنساء فيما بعد : ألا تجيبينه ؟ فقالت : لا أجمع عليه أن أرُدَّهُ وأن أهجوَه 
وقد قتل دريد في يوم هوزان مشركا كبيرا لايقوى على الحرب.
وتزوجت الخنساء إبن عمها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق